الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)
.إبراهيم بن محمد بن السري أبو إسحاق الزجاج: .محمد بن السري أبو بكر المعروف بابن السراج البغدادي النحوي: أخذ عنه السيرافي والفارسي والرماني مات شابا في ذي الحجة سنة 316، وكان أحد الأئمة المشاهير المجمع على فضله ونبله وجلالة قدره في النحو والأدب. أخذ عنه جماعة من الأعيان منهم: السيرافي والرماني وغيرهما ونقل عنه الجوهري في كتاب الصحاح في مواضع عديدة. وله التصانيف المشهورة في النحو. منها: كتاب الصحاح في مواضع عديدة. وله التصانيف المشهورة في النحو. منها: كتاب الأصول وهو من أجود الكتب المصنفة في هذا الشأن وإليه المرجع عند اضطراب النقل واختلافه وشرح كتاب سيبويه وكان يلثغ في الراء فيجعلها غينا والسراج: بفتح السين والراء المشددة وبعد الألف جيم: هذه النسبة إلى عمل السروج. .عبد الله بن جعفر بن درستويه: وأخذ عنه الدارقطني وغيره. وكان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة. وثقه ابن مندة وغيره. ضعفه هبة الله اللالكائي ولد سنة 258، ومات سنة 347، وصنف الإرشاد في النحو والرد على المفضل في الرد على الخليل وغريب الحديث وغيرها. ضبطه السمعاني: درستويه: بضم الدال والتاء وقال ابن ماكولا: درستويه: بفتح الثلاث الأول. .محمد بن يزيد الخزاعي المعروف بابن الأزهر: قال: كان ضعيفا يروى المناكير وقال غيره: كان كذا بأقبح الكذب مات سنة 325، عن نيف وتسعين. .محمد بن مرزبان: وأخذ عن المبرد وأكثر بعده عن الزجاج وكان قيما بالنحو. أخذ عنه الفارسي والسيرافي وكان ضنينا لا يقري كتاب سيبويه إلا بمائة دينار وكان مع علمه ساقط المروءة سخيفا وإذا أراد أن يمضي إلى مكان بعيد طرح نفسه في طريق حمال وشده بحبل وربما كان معه تمر وغيره فيأكل ويرمي الناس بالنوى يتعمد رؤوسهم وربما بال على رأس الحمال فإذا قيل له يعتذر له شرح كتاب سيبويه لم يتم. قال الزبيدي: توفي سنة 365- رحمه الله. .محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان: قال الخطيب: كان يحفظ المذهبين البصري والكوفي في النحو لأنه أخذ عن المبرد وثعلب وكان أبو بكر بن مجاهد يقول: كان أنحى منهما. قال ياقوت: لكنه إلى مذهب البصريين أميل. وقال ابن الأنباري: خلط المذهبين فلم يضبط منهما شيئا. قال أبو حيان التوحيدي: ما رأيت مجلسا أكثر من فائدة وأجمع لأصناف العلوم والتحف من مجلسه وكان يجتمع على بابه نحو من مائة رأس من الدواب للرؤساء والأشراف الذين يقصدونه وكان إقباله على صاحب الرقعة والخلق كإقباله على صاحب الديباج والدابة والغلام مات رحمه الله سنة 32 ه. .حسن بن أحمد بن الفارسي أبو علي: أخذ عنه: السيرافي والرماني ثم تتلمذ له: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني وفاق أكثر من تقدمه في التحقيق والتدقيق ولو لم يكن له سوى كتاب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لكفاه شرفا وفخرا كان أوحد زمانه في علم العربية. أخذ عن الزجاج وابن السراج وطوف بلاد الشام وأقام بحلب عند سيف الدولة وجرت بينه وبين المتنبي مجالس قال تلامذته: إنه أعلم من المبرد وكان متهما بالاعتزال انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وتقدم عنده وله كتاب الإيضاح والتكملة في النحو وقصته فيه مشهورة والكلمة في التصريف توفي ببغداد سنة 377، ذكر له ابن خلكان ترجمة حسنة في تاريخه فليرجع إليه. .زيد بن علي بن عبد الله الفارسي أبو القاسم الفسوي النحوي اللغوي: .حسن بن عبد الله بن المرزبان المعروف بالقاضي: قال ياقوت: كان أبوه مجوسيا اسمه: بهزاد فأسلم فسماه ابنه: أبو سعيد عبد الله وكان بينه وبين أبي الفرج الأصبهاني- صاحب كتاب الأغاني- ما جرت العادة بمثله بين الفضلاء من التنافس وسيراف: بكسر السين: بلدة من بلاد فارس على ساحل المجر مما يلي كرمان خرج منها جماعة من العلماء وكان يدرس ببغداد: علوم القرآن والنحو واللغة والفقه والفرائض. أخذ اللغة عن ابن دريد والنحو عن أبي السراج. قال أبو حيان التوحيدي: السيرافي: شيخ الشيوخ وإمام الأئمة له معرفة بالنحو والفقه واللغة والشعر والعروض والقوافي والقرآن والحديث والكلام والحساب والهندسة أفتى في جامع الرصافة خمسين سنة على مذهب أبي حنيفة فما وجد له خطأ ولا عثر له على زلة وقضى ببغداد- مع الثقة والديانة والأمانة والرزانة- أربعين سنة أو أكثر الدهر وكان نزها عفيفا جميل الأمر حسن الأخلاق معتزليا ولم يظهر منه شيء وكان لا يأكل إلا من كسب يده ينسخ ويأكل منه. وقال في محاضرات العلماء: شيخ الدهر قريع العصر العديم المثل المفقود الشكل ما رأيت أحفظ منه نظما ونثرا وكان دينا ورعا تقيا زاهدا عابدا خاشعا له دأب بالنهار من القراءات والخشوع وورد بالليل من القيام والخضوع ما قرئ عليه شيء قط فيه ذكر الموت والبعث ونحوه إلا بكى وجزع ونغص عليه يومه وليلته وامتنع من الأكل والشرب وما رأيت أحدا من المشائخ كان أذكر لأحيان الشباب وأكثر تأسفا على ذهابه منه. وكان إذا رأى أحدا من أقرانه عاجله الشيب تسلى به. قال في الإمتاع: هو أجمع لشمل العلم ونظم مذاهب العرب وأدخل في كل باب وأخرج من طريق وألزم للجادة الوسطى في الخلق والدين وأروى للحديث وأقضى للأحكام وأفقه في الفتوى كتب إليه ملوك عدن كتبا مصدرة بتعظيمه تسأله فيها عن مسائل في الفقه والعربية واللغة وكان حسن الخط طلب أن يقرر في ديوان الإفتاء فامتنع وقال: هذا من يحتاج إلى درية وأنا عار منها وسياسة وأنا غريب فيها. وقال الخطيب: كان زاهدا ورعا لا يأخذ على الحكم أجرا إنما كان يأكل من كسب يمينه فكان لا يخرج إلى مجلسه حتى ينسخ عشر ورقات بعشرة دراهم تكون قدر مؤونته وكان أبو علي وأصحابه يحسدونه كثيرا مولده بسيراف قبل السبعين ومائتين وفيها ابتدأ طلب العلم وخرج إلى عمان وتفقه بها وأقام بالعسكر مدة ثم ببغداد إلى أن مات بها في خلافة الطائع ثاني رجب يوم الإثنين سنة 368. وله من التصانيف: شرح كتاب سيبويه لم يسبق إلى مثله وحسده عليه أبو علي الفارسي وغيره من معاصريه- رحمه الله تعالى رحمة واسعة. .علي بن عيسى بن علي أبو الحسن الرماني: كان إماما في العربية علامة في الأدب في طبقة الفارسي والسيرافي معتزليا ولد في سنة 374. وأخذ عن: الزجاج وابن السراج وابن دريد. قال أبو حيان التوحيدي: لم ير مثله قط علما بالنحو وغزارة بالكلام وبصيرة بالمقالات واستخراجا للعويص وإيضاحا للمشكل مع تنزه ودين وفصاحة وعفاف ونظافة وكان يمزج النحو بالمنطق حتى قال الفارسي: إن كان النحو ما يقول الرماني فليس معنا منه شيء وإن كان ما نقوله نحن فليس معه منه شيء. قال السيوطي: النحو ما يقوله الفارسي وهذه مؤلفات الخليل وسيبويه ومعاصريهما ومن بعدهما بدهر لم يعهد فيها شيء من ذلك مات الرماني سنة 384. وله تصانيف مفيدة منها: شرح أصول ابن السراج وشرح مختصر الجرمي وشرح المقتضب وغير ذلك مما لا يحصى وأصله من سر من رأى. والرماني: نسبة إلى الرمان وبيعه أو إلى قصر الرمان: وهو قصر بواسط معروف وقد نسب إلى هذا وهذا خلق كثير من الناس. .محمد بن الحسين الفارسي: قال ياقوت: أخذ عن خاله علم العربية وطوف الآفاق ورجع إلى الوطن وكان خاله أوفده على الصاحب بن عباد إلى الري فارتضاه وأكرم مثواه وورد بخراسان ونزل بنيسابور دفعات وأملى بها من الأدب والنحو ما سارت به الركبان وآل أمره إلى أن اختص بالأمير إسماعيل بن سبكتكين بغزنة ووزره ثم عاد إلى نيسابور ثم جاور مكة ثم عاد إلى غزنة ورجع إلى نيسابور ثم انتقل إلى إسفرائن ثم استوطن جرجان إلى أن مات. قرأ عليه أهلها منهم: عبد القاهر الجرجاني وليس له أستاذ سواه. وله تصانيف منها: الهجاء وكتاب مائة الشعر مات- رحمه الله- سنة 421، إحدى وعشرين وأربعمائة. .عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي: ومن شعره: وقال أيضا: ذكر له الصلاح الكتبي ترجمة مختصرة في فوات الوفيات وهؤلاء الأعلام الذين ذكرتهم كلهم: من تلامذة سيبويه إمام أهل البصرة وأما تلامذة الكسائي إمام أهل الكوفة فأشهر هؤلاء: الفراء وبعده: أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وبعده: القاسم بن محمد الأنباري. أما الفراء فهو: يحيى بن زياد الديلمي. إمام العربية كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي. أخذ عنه وعليه اعتمد وأخذ عن يونس وأهل الكوفة يدعون: أنه استكثر عنه وأهل البصرة يدفعون ذلك. وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال وكان متدينا متورعا على تيه وعجب وتعظيم كان زائد العصبية على سيبويه وكان كتابه تحت رأسه وكان يتفلسف في تصانيفه ويسلك ألفاظ الفلاسفة وكان أكثر مقامه ببغداد فإذا كان آخر السنة أتى الكوفة فأقام بها أربعين يوما يفرق في أهله ما جمعه وكان شديد المعاش لا يأكل وجمع مالا خلفه لابن له شاطر. له تصانيف مفيدة منها: معاني القرآن التي يلحن فيها العامة مات بطريق مكة سنة 207، عن سبع وستين سنة. قال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها ذكر له ابن خلكان ترجمة طويلة. قال الفراء: إن طباع أهل البدو الإعراب وطباع أهل الحضر اللحن فإذا تحفظت لم ألحن وإذا رجعت إلى الطباع لحنت وإنما قيل له: الفراء- ولم يكن يعمل الفراء ولا يبيعها- لأنه كان يفري الكلام ذكره السمعاني في كتاب الأنساب. .أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني أبو العباس ثعلب: قال أبو الطيب اللغوي: كان ثعلب يعتمد على ابن الأعرابي في اللغة وعلى سلمة بن عاصم في النحو ويوري عن ابن أبي نجدة كتب أبي زيد وعن الأثرم كتب أبي عبيد وعن أبي فص كتب الأصمعي وعن عمرو بن أبي عمر كتب أبيه. وكان ثقة حجة صالحا مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم مقدما عند الشيوخ منذ هو حدث متفننا يستغني بشهرته عن نعته وكان ضيق النفقة. قال أبو بكر بن مجاهد: قال لي ثعلب: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ماذا تكون حالي؟ فانصرفت من عنده فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل. وقال أبو عمرو الزاهد: سئل ثعلب عن شيء فقال: لا أدري فقيل له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد؟ فقال: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت. صنف: الفصيح وهو صغير الحجم كثير الفائدة. وثقل سمعه في آخر عمره ثم صم انصرف يوم الجمعة من الجامع بعد العصر وإذا بدواب من ورائه فلم يسمع صوت حافرها فصدمته فسقط على رأسه في هوة من الطريق فلم يقدر على القيام فحمل إلى منزله ومات منه سنة 291، وذكره الداني في طبقات القراء. ومن تصانيفه: كتاب المصون وكتاب اختلاف النحويين وكتاب معاني القرآن وكتاب ما تلحن فيه العامة وكتاب ما يجري وما لا يجري إلى غير ذلك. م .حمد بن أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار أبو محمد الأنباري: كان علامة وقته في العربية وأكثر الناس حفظا لها وكان صدوقا دينا ثقة خيرا من أهل السنة صنف كتبا كثيرة في: علوم القرآن وغريب الحديث أثنى عليه الخطيب في تاريخ بغداد سكن بغداد وروى عنه جماعة من العلماء وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد لما في القرآن الكريم وقال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن بأسانيدها. وله غريب الحديث خمسة وأربعون ألف ورقة. وكتاب شرح الكافي نحو ألف ورقة والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه ورسالة المشكل رد فيها على ابن قتيبة وأبي حاتم. وكانت ولادته سنة 271. هذه مشاهير علماء الأدب وهذه ترجمتهم بالاختصار ولم يخلف من بعدهم مثلهم إلا قليلا وستعرفهم إن شاء الله تعالى. .رضي الدين الإسترابادي: قال السيوطي: لم أقف على اسمه ولا على شيء من ترجمته إلا أنه فرغ من تأليف هذا الشرح سنة 483، وأخبرني صاحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم بمكة: أن وفاته سنة 684، أو سنة 686- الشك مني- وله شرح على الشافية. انتهى. قال في مدينة العلوم: يروى أن الرضي كان على مذهب الرفض يحكى عنه أنه كان يقول: العدل في عمر ليس بتحقيق موضع- قوله: العدل في عمر تقديري نعوذ بالله من الغلو في البدعة والعصبية في الباطل- يقال: إنه ليس في المتأخرين من اطلع على تدقيقات كتاب سيبويه مثله. انتهى. وذكر له ابن الوردي في تاريخه ترجمة وقال: ذاكره شيخه السيرافي يوما وهو صبي فقال: رأيت عمرا ما علامة النصب في عمرو؟ فقال الرضي: بغض علي- أشار إلى عمرو بن العاص وبغضه لعلي- فعجب الحاضرون من ذهنه مولده سنة 359 ببغداد ومات في سنة 406. قلت: ولو قال بدل قوله: بغض علي: خفض علي لكان أبدع وهو أشعر الطالبيين على كثرة شعرائهم المفلقين. انتهى. وذكر له ابن خلكان ترجمة حسنة وأثنى عليه وكان أنجب سادات العراق يتحلى مع محتده الشريف ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر وحظ من جميع المحاسن وافر ولو قيل: إنه أشعر قريش لم يبعد عن الصدق يشهد بذلك شاهد عدل من شعره العالي القدح الممتنع عن القدح الذي يجمع إلى السلامة متانة وإلى السهولة رصانة ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها وديوانه في أربع مجلدات. توفي بكرة يوم الأحد سادس المحرم وقيل: صفر ببغداد ودفن في داره بخط مسجد الأنباريين بالكرخ وقد خربت الدار ودرس القبر ومضى أخوه المرتضى إلى مشهد موسى بن جعفر لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته ودفنه. .حسن بن محمد بن شهنشاه: قال ابن رافع في تاريخ بغداد: قدم مراغة واشتغل على نصير الدين وكان يتوقد ذكاء وفطنة. أخذ أصول الفقه عن السيف الآمدي مات سنة 715. وقال الأسنوي: سنة 718. قال الصفدي: كان شديد التواضع يقوم لكل أحد حتى السقاء شديد الحلم وافر الجلالة عند التتار عاش بضعا وسبعين سنة. .أبو بكر الخبيصي: قال السيوطي: لا أعرف من ترجمته زيادة على هذا. قلت: خبيص: قرية من قرى كرمان ونسبته إليها لا إلى بائع الخبيصة- كما توهمه بعض الناس- وعلى هذا الشرح فوائد مهمة للشريف الجرجاني- رحمه الله. .عبد الرحمن الجامي: .علي مجد الدين بن مسعود: .أبو البقا يعيش بن علي بن يعيش: سمع الحديث على الخطيب الطوسي بالموصل وقدم دمشق وجالس تاج الدين الكندي وتصدر بحلب للإقراء زمانا وطال عمره وشاع ذكره وغالب فضلاء حلب تلامذته وكان حسن الفهم لطيف الطبع طويل الروح على المبتدي والمنتهي ظريف الشمائل كثير المجون. حدث عنه جماعة آخرهم: أبو بكر الدشتي مات في سنة 643. قال ابن خلكان: لما وصلت إلى حلب لأجل الاشتغال بالعلم الشريف- وكان دخولي إليها سنة 628، وهي إذ ذاك أم البلاد مشحونة بالعلماء والمشتغلين وكان الشيخ موفق الدين شيخ الجماعة في الأدب لم يكن فيهم مثله- فشرعت في القراءة عليه وكان يقرئ بجامعها في المقصورة الشمالية بعد العصر وبين الصلاتين بالمدرسة الرواحية وكان عنده جماعة قد تنبهوا وتميزوا به وهم ملازمون مجلسه لا يفارقونه في وقت الإقراء وابتدأت بكتاب اللمع لابن جني فقرأت عليه معظمها مع سماعي لدروس الجماعة الحاضرين وله شرح كتاب المفصل للزمخشري شرحه شرحا مستوفيا وليس في جملة الشروح مثله وشرح تصريف الملوكي لابن جني شرحا جيدا وانتفع به خلق كثير من أهل حلب وغيرها حتى أن الرؤساء الذين كانوا بحلب ذلك الزمان كانوا تلامذته- رحمه الله. .عبد الله بن يوسف بن أحمد الشيخ جمال الدين الحنبلي النحوي الأنصاري أبو محمد الشهير: بابن هشام. قال في الدرر الكامنة: ولد سنة 708، ولزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل وسمع على ابن حيان ديوان زهير بن أبي سلمى وحضر دروس التاج التبريزي وقرأ على التاج الفاكهاني شرح الإشارة له إلا الورقة الأخيرة وتفقه للشافعي ثم تحنبل وذلك قبل موته بخمس سنين وأتقن العربية ففاق الأقران بل الشيوخ. وتخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم وتصدر لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة. انتهى. ملخصا. قال ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له: ابن هشام أنحى من سيبويه وكان كثير المخالفة لأبي حيان شديد الانحراف عنه صنف: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب واشتهر في حياته وأقبل الناس عليه. انتهى. قال السيوطي: وقد كتبت عليه حاشية وشرحا لشواهده توفي ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة الهجرية. .أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن يونس النحاس: روى عن النسائي وأخذ النحو عن أبي الحسن الأخفش والزجاج وابن الأنباري ونفطويه وأعيان أدباء العراق وكان قد رحل إليهم من مصر وكانت فيه خساسة وتقتير على نفسه وإذا وهب عمامة قطعها ثلاث عمائم بخلا وشحا وكان يلي شراء حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته مع هذا فكان للناس رغبة كبيرة في الأخذ عنه فنفع وأفاد. وأخذ عنه خلق كثير توفي بمصر سنة 338. والنحاس: نسبة إلى من يعمل النحاس وأهل مصر يقولون لمن يعمل الأواني الصفرية: النحاس- والله أعلم بالصواب-. .علماء المعاني والبيان: .يوسف بن أبي بكر محمد بن علي سراح الدين أبو يعقوب: .محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي الشهير: بقطب الدين الشيرازي. وكان ينظر في شرح السنة للبغوي وكان يخالط الملوك ظريفا مزاحا لا يحمل درهما ولا يغير زي الصوفية وكان من بحور العلم ومن أذكياء العالم يخضع للفقهاء ويلازم الصلاة في جماعة وإذا صنف كتابا صام ولازم السهر ومسودته مبيضة ثم انقطع عن أبواب الأمراء والملوك إلى أن مات. وله شرح كليات القانون لابن سينا وشرح حكمة الإشراق وصنف: كتاب درة التاج على لسان الفرس أدرج فيه جميع أقسام الحكمة النظرية والعملية وصنف في الهيئة: التحفة ونهاية الإدراك وغير ذلك ومصنفاته كثيرة كلها في غاية الحسن والإتقان مات- رحمه الله- في أربع وعشرين من رمضان سنة 716. .مسعود بن القاضي فخر الدين عمر بن برهان الدين الشهير: بسعد الدين التفتازاني. قال ابن حجر الحافظ: ولد سنة 712، وأخذ عن القطب والعضد وتقدم في الفنون واشتهر ذكره وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه. وله: شرح العضدي وشرح التلخيص مطول وآخر مختصر وشرح القسم الثالث من المفتاح وله: التلويح شرح التوضيح وشرح العقائد النسفية وشرح الشمسية في المنطق وشرح تصريف الزنجاني والإرشاد في النحو وتهذيب المنطق والكلام وحاشية الكشاف ولم يتم وغير ذلك وتصانيفه كثيرة وكان في لسانه لكنة وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق مات بسمرقند سنة 791، ذكره فتح الله الشرواني في أوائل شرحه للإرشاد وقال: لقد زرت مرقده المقدس بسرخس فوجدت مكتوبا على صندوق مرقده من جانب القدوم: ولد في صفر سنة 722، وتوفي سنة 791 بسمرقند ونقل إلى سرخس. انتهى. ثم ذكر تاريخ تأليف سائر مؤلفاته- رحمه الله تعالى.
|